رسالة إلى ألفريد رياشي وجماعة “المحافظين الجدد”

نشر الدكتور حارث سليمان على صفحته في فيسبوك رسالة موجهة إلى ألفريد رياشي الأمين العام للمؤتمر الدائم للفدرالية على أثر قيام هذا الأخير بنشر صورة مزعومة تعود لعام 1982 على أنها لرئيس الحكومة اللبنانية الدكتور نواف سلام مع ياسر عرفات حيث جاء بالرسالة ما يلي:
أعلم أن الانحياز إلى القضية الفلسطينية هو شرف عظيم، ونواف سلام انحاز لفلسطين وما زال.. وهو ماض مضى وتغيرت ظروفه وأحواله…
ولنكن أكثر وضوحاً، أن لائحة من انحاز في لبنان إلى القضية الفلسطينية تطول حتى لا يتسع مجال المقالة لذكرهم، لكننا نذكركم على سبيل المثال فقط أن سمير فرنجية وسمير قصير وحكمت عيد والياس عطالله كانوا من أنصار الثورة الفلسطينية وقد قادوكم في انتفاضة الاستقلال في ١٤ آذار، هل محيتم ذاكرتكم!؟
ولمزيد من المصارحة ليس من مصلحة من انحاز لإسرائيل واجتمع مع مجرمي الحرب شارون وبيغن أن يُذَكِّر بالتاريخ، ومن استقبل في المتحف أوري لوبراني، أن يسائل أرفع قاضٍ في العالم، اعترف الكوكب بنزاهته!
من أنتم لتفتروا على نواف سلام؟
ومن يشار إليه في الصورة ليس نواف سلام.
الأرجح أنه العميد كمال مدحت أو فيصل أبو شرخ أحد ضباط جهاز الـ١٧ من مرافقي ياسر عرفات.
أوقفوا ترهاتكم لن يهتم بكم اللوبي اليهودي “ايباك” في أميركا مهما رقصتم على حبال العداء لفلسطين.
لا يريد الرياشي أن يدرك أن ١٤٩ دولة في العالم اعترفت بالقضية الفلسطينية ودعت إلى إقامة دولة فلسطينية، بينها أربع دول أوروبية اعترفت بدولة فلسطين وفتحت سفارات لها، وآخرها فرنسا الأم الحنون في وجدان الرياشي، وقد أعلن ذلك رئيسها ماكرون، هل سيحاكم الرياشي كل هؤلاء بتهمة دعم فلسطين والانحيار لها؟
قد يظهر أن ما يفعله الرياشي يندرج في إطار سذاجة أو بساطة عرجاء، لكن الأمر أخطر من ذلك، هذا الرجل مع جماعة “المحافظين الجدد” يريد الفدرالية، تمهيداً للتقسيم والوصول إلى الوطن القومي المسيحي، الذي قاتل طرف من اليمين اللبناني وفجّر الحرب الأهلية من أجله، (الشيخ بيار لم يمش بخيار التقسيم).
جوزاف عون ونواف سلام مشروع يتبنى وحدة لبنان وإعادة بناء دولته على أساس الالتزام بالدستور والطائف، العهد وحكومة نواف تنسف مشروع الفدراليين، الذين يرفضون اتفاق الطائف أيضا، ويرفضون استكمال تطبيقه كما أعلن نواف سلام، الحملات على سلام ستستمر، وعلى كل سياسي وطني توحيدي مسيحي أو مسلم يؤمن بالعيش المشترك، “اللبنانيون الجدد” لا يريدون العيش المشترك ويحاولون تخريبه، لذلك ينبشون الأحقاد ويثيرون الغرائز، ويستعيدون سرديات الحرب. لكنهم سيفشلون مع جوزاف عون ونواف سلام والقوى الحية في لبنان.
الدكتور حارث سليمان
أكاديمي وباحث سياسي لبناني
مؤسس وأمين عام المؤتمر الدائم للفدرالية، ألفرد رياشي، نشر هذه الصورة عبر حسابه على «إكس» الأحد بتاريخ 13 نيسان 2025 تزامناً مع الذكرى الخمسين للحرب الأهلية اللبنانية المشؤومة، وأثار الجدل حولها.
وزعم رياشي في منشوره، أن الشخص في الدائرة الحمراء هو رئيس الحكومة اللبنانية الدكتور نواف سلام. وأرفقها بتعليق: «رفيق وزلمة محمد الحسيني الملقب بياسر عرفات، فتى فتح وفلسطين الأغر نواف سليم سلام».